أولاً : المنهج التاريخي
س - هل البحث التاريخي عملية علمية ؟
1- يرى فريق من العلماء أن ( التاريخ ) لا يمكن أن يكون ( علماً من العلوم ) لما يلي :
( أ ) إن التاريخ لا يستطيع أن يخضع الوقائع التاريخية للمعاينة والمشاهدة والاختبار والتجربة كما يفعل العلم وبذلك لا يمكن استخلاص قوانين يقينية ثابتة للتاريخ كما في العلم
( ب ) قيام بعض أحداث التاريخ علي عنصر المصادفة عكس ما يحدث في العلم .
( ج ) وجود عنصر الشخصية الإنسانية وحرية الإرادة .
2- ويرى فريق آخر أن التاريخ ( علم ) ولكنه يختلف في طبيعته عن العلوم التجريبية لأن :
- التاريخ علم نقد وتحقيق وليس علم تجربة واختبار .
- التاريخ علم يعتمد علي الدقة والصحة والموضوعية والأمانة الفكرية والقياس الكمي وإدراك العلاقات ...
- حتى القانون نجح عدد من المؤرخين في التوصل إلى عدد من القواعد العامة في التاريخ
- إن الدراسة التاريخية تساعد على فهم الحاضر وربطه بالماضي والتنبؤ بالمستقبل
فوائد البحث التاريخي :
1- التواصل الحضاري للأمة . 3- تكوين العقلية الناقدة .
2- فهم الحاضر ومواجهة مشكلاته . 4- تقويم الخلق .
خطوات البحث التاريخي
1- تزويد الباحث بالثقافة اللازمة له .
2- اختيار موضوع البحث الذي سيقوم الباحث بكشف أسراره وتحقيقه .
3- جمع الأصول والمصادر والتأكد من صحتها عن طريق الفحص الناقد لها .
4- تحديد شخصية المؤلف وزمان التدوين ومكانه .
5- تحقيق صحة النصوص وتحديد العلاقة بينهما ونقدها نقداً باطنياً إيجابياً وسلبياً .
6- إثبات الحقائق التاريخية مع كشف ما قد يوجد بها من زيف والوصول إلى حقائق صحيحة نسبياً ويكون التاريخ صحيحاً كلما زادت نسبة الصدق فيه .
نقد الوثائق والكتابات والآثار : تنقسم إلي :
1- النقد الخارجي : وهو يتجه إلى التثبيت من صحة نص الوثيقة ومعرفة زمانها ومكانها وهل الوثيقة نسخة أصلية أم مقلدة ؟ وهل المؤلف هو نفسه الشاهد أم روى عن الآخرين ؟
2- النقد الداخلي : يتحقق ذلك بتتبع المراحل التي كتبت فيها الوثيقة منذ اللحظة التي يشاهد فيها المؤلف الأحداث وحتى قام بكاتبتها من خلال :
أ -النقد الإيجابي للتفسير لفهم مدلول النص وقصد صاحب الوثيقة منه وهل شهد المؤلف الواقعة أو رواها له شخص آخر .. الخ
ب - النقد السلبي بمعرفة مدى نزاهة ودقة مؤلف الوثيقة ومدى صدقه فيها أو زيفه .. الخ
ثانياً : المنهج الو صفي
المنهج الوصفي لا يقف عند وصف الظاهرة ولكنه يهدف أيضاً إلى جمع البيانات عنها ووصف ظروفها وتحليلها واستنتاج النتائج وتسجيل الملاحظات عليها ... الخ .
وعلى الباحث الوصفي أن يقوم بالخطوات التالية :
1- فحص الموقف الذي يواجهه ويقوم بالبحث فيه .
2- تحديد المشكلة ووضع الفروض المحتملة لحلها .
3- تسجيل الافتراضات التي بنى عليها فروضه .
4- اختيار الأفراد المناسبين ( العينات ) .
5- اختيار أساليب جمع البيانات أو إعدادها .
6- تصنيف البيانات وفق أسس واضحة .
7- تقنين أساليب جمع البيانات .
8- الملاحظة الموضوعية ووصف النتائج وتحليلها وتفسيرها في عبارات واضحة محددة .
تصنيف البحوث الوصفية
أولاً : الدراسة المسـحية :
وهى التي تقوم بجمع الحقائق والمعلومات عن موضوع البحث ثم تحليل هذه الحقائق والمعلومات وتفسيرها ومقارنتها وتأويلها بطريقة موضوعية وهى تهتم ( بالوقت الحاضر ) بهدف إصلاحه وتحسينه .
مميزات الدراسة المسحية بما يلي :-
1- تنصب على ( الوقت الحاضر ) وتتناول أشياء واقعة أمام الباحث .
2- تدرس ( الظواهر الموجودة في مكان معين ) و ( عند جماعة معينة ) .
3- تتعلق بالجانب العملي لمحاولة النهوض بالأوضاع القائمة ووضع برامج الإصلاح لها .
أنواع البحوث المسحية :-
1- المسح التعليمي : وهو يتعلق بأوضاع التعليم في مجتمع من المجتمعات .
2- مسح الرأي العام : وهو يتمثل في معرفة آراء الناس في الموضوعات المختلفة .
3- مسح السوق : وهو يتضمن محاولة قياس رد فعل الناس بالنسبة للمنتجات الاستهلاكية
ثانياً : دراسة العلاقات المتبادلة :
أنواع دراسة العلاقات المتبادلة :
( أ ) دراسة الحالة :
1- وهى تعنى ( الدراسة المتعمقة الكلية الشاملة ) لحالة فردية واحدة بقصد الوصول إلى معرفة دقيقة وشاملة لظروفها مما يساعد علي فهم المجتمع العام الذي تنتمي إليه الحالة .
2- قد تكون الحالة شخصية تاريخية أو زعيم سياسي أو جماعة أو قرية أو حي ... الخ .
3- تستخدم هذه الطريقة عندما يتعذر القيام بدراسة مسحية شاملة لجميع الأفراد أو عينة من أفراد
( ب ) الدراسة السـببية المقارنة :
1- وهى التي تحاول الكشف عن الأسباب التي تكون مسئولة عن حدوث الظاهرة .
2- تفيد الدراسة المقارنة في تطوير التعليم أو تطوير التعليم الثانوي .. الخ وذلك عن طريق الدراسة المقارنة بين وضع وظروف الحالة في مختلف البلدان .
3- عيوب هذه الطريقة أن ما ينجح في مجتمع لا يعنى بالضرورة نجاحه في مجتمع آخر .
ثالثاً : الدراسة التطورية
1- هي دراسة التغيرات التي تحدث للظواهر عبر الزمن وقد تمتد شهوراً أو سنوات .
2- تفيد هذه الدراسات في معرفة النمو الحادث بالنسبة للذوق العام ويلاحظ أنه من الصعب بالتنبؤ بالاتجاهات الاجتماعية في هذه المجالات بسبب الظروف الاقتصادية والتقدم التكنولوجي والأحداث غير المتوقعة .
ثالثا : المنهج التجريبي
المنهج التجريبي : هو تغيير متعمد مضبوط بالشروط المحددة لحدث ما يقوم به الباحث لمعرفة التغيرات الناتجة عن هذا التغير ثم محاولة تفسيرها .
وفى المنهج التجريبي لا يقتصر نشاط الباحث على ملاحظة ووصف ما هو موجود فعلاً ولكنه يتدخل بأحداث تغيرات محددة لمعرفة النتائج المترتبة عليها .
أنواع البحوث التجريبية
1- التجريب الذي يتناول مجموعة واحدة : حيث يقوم الباحث باختيار مجموعة معينة ثم يقوم بإدخال متغير عليها ثم يعيد اختبارها ويلاحظ التغير فيها بسبب هذا المتغير .
نقد وتحليل هذه الطريقة : من الصعب التأكد من صحة النتائج لأن التغير الذي يحدث في المجموعة قد لا يكون نتيجة المتغير الذي ادخله فقد يكون نتيجة متغيرات أخرى وهو لذلك يصلح للأبحاث التمهيدية فقط .
2- التجريب الذي يتناول مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة :- في هذا النوع يتعامل الباحث مع مجموعتين هما المجموعة التجريبية التي يجرى عليها التجربة بإدخال المتغير المستقل عليها لمعرفة أثره فيها والمجموعة الضابطة التي يقارن بها المجموعة التجريبية .
نقد وتحليل هذه الطريقة :- من الصعب التأكد من التطابق التام بين المجموعتين .
3- التجريب الذي يتناول عدة مجموعات :- حيث يستعين الباحث بعدة مجموعات ثم يقوم على تسوية الظروف بينها .
4- التجريب الذي يتناول بحث أثر مجموعة من المتغيرات :
وفى هذا النوع يقوم الباحث ببحث اثر مجموعة من العوامل المتعددة مثل دراسة أثر الحرارة والرطوبة والضوضاء على التحصيل العلمي عند الطلاب .
5- طرق تكوين المجموعات المتكافئة أو المتماثلة :
أولاً : طريقة المزاوجة بين أفراد المجموعتين : عن طريق التأكد من أن كل فرد في المجموعة يعادل تماماً فرداً آخر في المجموعة الأخرى .
ثانياً: المزاوجة بين المجموعات : تتم المزاوجة بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة على أساس تطابق التوزيعات التكرارية للمتغيرات .
ثالثاً : التوزيع العشوائي : وتتم بإعطاء رقم لكل فرد في التجريب ثم يستخدم هو جدول الأعداد العشوائية في توزيعهم عشوائياً .
ماذا وصل البحث العلمي المعاصر
1- يلاحظ أن النظرة العلمية القديمة قامت علي مذهب مادي صارم يؤمن بأزلية المادة ويرفض ما هو غير مادي .
2- ومع بداية القرن العشرين ظهرت نظرة علمية منافسة أثبت ( أينشتين ) نسبية الزمان والمكان كما قال ( نيوتن ) المادة لم تعد أزلية وأن النجوم تولد وتموت كالآدميين .
3- كما تغيرت تلك النظرة أيضاً بالنسبة لدراسات جسم الإنسان ودراسات علم النفس والدراسات البيولوجية والأخلاقية ... الخ ولقد وصل العلماء المتخصصون في دراسة جسم الإنسان إلى أن الإنسان مكون من عنصرين جوهريين هما الجسد والروح والجسد يفنى والروح لا تفنى وأن العقل يختلف عن الدماغ .
ولا يزال البحث العلمي مستمراً في تغيير نظرة الإنسان للإنسان والوجود .
( النجاح ليس مجرد صدفة ولكنه وليد عمل جـــاد
مع أطيب الأمنيات بالنجاح والتوفيق&