العدالة العولمة الضمير
تساعد العدالة علي تحضر المجتمع الإنساني ورفاهيته بوصفها أهم القيم الأخلاقية في حياة الإنسان ويري الفلاسفة أن الأفراد في حياتهم البدائية الأولي لم ينعموا بحياة مطمئنة بسبب حروبهم مع بعضهم وعندما أرادوا السلام اتفقوا فيما بينهم علي ميزان للعدالة ليتحقق السلام والأمن فلا حياة آمنة للأفراد بدون مراعاة للعدالة.
أ- الحضارة المصرية القديمة:
1- العدالة رمز أخلاقي وأسمي وأرفع القيم.
2- العدالة تتضمن المساواة في المعاملات الإنسانية اليومية وأمام القانون وفي الحياة الأخرى.
3- وتعني الحكم العادل والسياسات الحكومية العادلة أي المساواة بين الناس والحياد المطلق وعدم التمييز بين الأفراد.
4- وقد وضعوا المصريين فكرة المقارنة بين العدالة والموازين لأول مرة في التاريخ وقد صوروا العدالة علي شكل امرأة معصوبة العينين تحمل في يدها ميزان العدالة حتى يومنا هذا.
ب-العدالة في الفكر اليوناني:
هناك اختلاف بين مفهوم العدالة بين الفكر الشرقي القديم واليونانيين:
وتعني مصلحة الأقوى وتوضع القوانين لمصلحتهم فهي نسبية تختلف من نظام لأخر ومن مجتمع لأخر وهي بذلك لا يكون لها معنى ثابت.
العدالة ثابتة وخالدة وهي أساس قيام الحياة الاجتماعية للفرد والمجتمع وهى فضيلة فردية واجتماعية معا وتعنى أعطاء الفرد ما له وعلى الدولة المحافظة له على طبقته
للعدالة معنيان وتظهر من خلال المقارنة بين المعني الشكلي والجوهري
العدالة بالمعني الشكلي العدالة بالمعني الجوهري
1- هي القواعد الأخلاقية والاجتماعية التي تسود أفراد مجتمع ما ويلتزم بها أفراد هذا المجتمع.
2- من يخرج عليها يتحمل مسئولية أخلاقية.
3- مثال: كالقاضي الذي يطبق القوانين بدقة يكون عادل.
مهمتها: المحافظة علي النظام المقرر. 1- هي معيار أخلاقية القواعد.
2- هي التي تفرض الشروط علي القواعد لكي تكون ذات طابع أخلاقي.
3- مثال: تصور بعض الدعاة بان المثل
الأعلى للعدالة الجوهرية هي المساواة.
مهمتها: تأسيس القواعد الأخلاقية.
1- الارتباط شديد في أذهان الناس بين القانون والعدالة فالغاية النهائية من القانون هو تحقيق العدالة.
2- والعدالة القانونية تعنى المساواة في جميع المجالات وعلى جميع الأشخاص الذين يتناولهم دون خوف أو مجاملة وبدون تمييز بين غنى وفقير أو قوي أو ضعيف.
• تهدف العدالة الاجتماعية إلي التوفيق بين حاجات الإنسان وقدرته.
• ومن العوامل التي تساعد علي تحقيق العدالة:
1- تحقيق تكافؤ الفرص عند تساوي القدرات.
2- تيسير الأسباب المؤدية للمساواة (كالتعليم والصحة ... الخ).
3- تحقيق ظروف عامة لحياة مشابهة للجميع.
4- العدالة الاجتماعية لا تهدف للقضاء علي الفوارق الطبيعية بين الناس
(الذكاء – القوة – الجمال) بل تهدف للحد من إساءة استخدام الفوارق.
5- إن هدف العدالة الاجتماعية تعويض البشر عن الضعف تجاه القوة وتحقيق استقرار اجتماعي.
1- العدل صفة من صفات الذات الإلهية.
2- العدل فريضة واجبة علي أولي الأمر تجاه الرعية والمحكومين لقوله تعالي: (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) (النساء 58)
3- العدالة تعني المساواة وإعطاء كل ذي حق حقه. ويعتبر المسلمون إخواناً متساويين في الحقوق والواجبات. (ومن يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصير) ( النساء 123) .
1-ما المقصود بالضمير؟
الضمير "قوة فطرية، كامنة داخل الإنسان وهي التي تلزمه بضبط نزواته والحد من جموح أهوائه وشهواته، وتوجهه إلي حيث ينبغي أن يسير".
**والإنسان يتميز عن الحيوان بهذا الضمير، وإذا كان الحيوان ينساق مع شهواته ويستجيب لأهوائه فالإنسان يمتاز عليه بهذا القوة الحدسية فالإنسان بطبيعته يدين الخيانة والكذب ونحو ذلك من الرذائل حدسياً تلقائياً. ويمتدح بفطرته الأمانة والشجاعة، والصدق تلقائياً
** ويمثل الضمير حقيقة من حقائق البشر، فالضمير عاملاً مشتركاً بين الناس جميعاً
2- ما وظائف الضمير؟
الضمير – كما رأينا يمثل القوة العليا في الإنسان ويقوم بوظيفتين في رأي (بطلر)
1- وظيفة عقلية نظرية. 2- ووظيفة أمره ناهية.
أن الضمير ينظر إلى الأفعال من ناحية الصواب والخطأ فنحن نستطيع أن نميز بين الخير والشر والضمير يدين الأذى المتعمد والفعل الخطأ
للضمير جانب آخر هو سلطة داخلية قوية، إذ يري (بطلر) أننا لا ننظر إلي العبارات التي يقولها الضمير علي أنها عبارات استحسان أو استهجان فحسب، بل هي عبارات ملزمة ، فهي تأمر بعمل الفعل الذي تستحسنه، وترك الفعل الذي تستهجنه.
**فالإنسان الذي يريد أن يحقق طبيعته المثالية لا يسمح أن يكون حب الذات أو الغيرية علي مستوي واحد من حيث القوة مع الضمير، ومن ناحية أخرى فلو أن الصراع قد نشب بين حب الذات والغيرية، فإن الضمير هو وحده الذي يحكم بينهما فيقرر أيهما علي الصواب.
بالرغم من سمو مذهب بطلر الخلقي، قد واجه بعض الانتقادات لعل أهمها:-
1- لم يذكر ما السمة المشتركة بين الأفعال الخيرة التي تميزها وتضفى عليها الخيرية بحيث نستطيع أن نستخدمها كمعيار للصواب والخطأ
2-أنه يقول إن الضمير قوة عامة مشتركة بين الناس جميعاً ومع ذلك فنحن نلاحظ أن الضمير ليس واحدا في الناس جميعا بدليل اختلافهم فيما يصدرونها على الفعل الواحد(شخص يمدح ما يكره الغير)